أد. محمد رواس قلعه جي – أستاذ الشريعة في جامعة الكويت - : لازلت أذكر بكاء العشر دقائق يوميا على أمي قبل الأفطار!

 

عن ذكريات رمضان يتحدث د. محمد قلعه جي عن بدايات الصوم حيث كانت والدته تدربه على الصيام وهو ابن لأربع سنوات، ويقول: كنت أصوم رمضان آنذاك صياما مجزءا وأنا أكاد أطير من الفرح لأني صائم، وكان والدي يخصني بـ(الفطارية) وهي أكلات يحبها الصغار.

 

وأول رمضان صمته خارج مدينتي (حلب) كان أيام انتظامي في جامعة دمشق، وكان شديدا علي لأني افتقدت فيه جو الأسرة، ولأني علمت أن والدتي لاتفطر حتى يؤذن مؤذن دمشق بالإفطار، ودمشق تفطر بعد حلب التي تسكنها والدتي، ولازلت أذكر حين كنت أجلس أبكي في هذه الدقائق العشر لشدة شوقي لأمي وانتظارها لي للإفطار... ومن يومها توالى الصيام علي خارج بلدي فما صمت رمضان بعده في بلدي أبدا.

 

ويستمر د. محمد متحدثا عن اليوم الذي لاينساه في رمضان فيقول: هو يوم فتح مكة، حيث وضع الرسول صلى الله عليه وسلم النهاية للكفر والطغيان في جزيرة العرب.

 

وعن برنامجه اليومي في رمضان يقول: رمضان بالنسبة لي هو شهر العمل، وفيه من البركة مالاأرى في غيره، وأدخر له المسائل الصعبة التي يعنيني حلها طيلة العام.

 

وإنتاجي العلمي فيه هو ضعف إنتاجي في الأيام العادية، أنام في العاشرة بعد صلاة التراويح، واستيقظ قبل الفجر بساعة فأصلي ماشاء الله، واقرأ جزئي من القرآن ثم أصلي الفجر ثم أجلس إلى مكتبي، فلا أغادره حتى يحين موعد عملي في الجامعة، فإذا رجعت منها أجلس إلى مكتبي فلا أغادره حتى يإذن الله لي بالإفطار.

 

أما رمضان الأمس ورمضان اليوم فيفرق بينهما د. محمد ويقول: رمضان الأمس جهد وعمل وعبادة، ورمضان اليوم ذل واستكانة ونوم وبطالة ... ساعات الدوام تنقص والليل ينقلب نهارا، يسهر فيه الناس لمشاهدة ما أعدته الفضائيات من الهرج والمرج والإفساد للناس فيذهب الصيام أدراج الرياح.

 

أما النهار فيه فإنه ينقلب ليلا، فلا تسمع في الدور همسا إلى مابعد الظهيرة، ولاتكن خجلا إن قلت إلى مابعد العصر، فالكل يغط في نوم عميق!