قَالَ تَعَالى:{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } البقرة: ١٨٦ - ١٨٧            

 

تَعَرَّفْ -أيُّها المسْتَبِقُ للْخَيرَاتِ والمسَارِعُ للطَّاعَاتِ- أنَّ لِلصِّيَامِ جملَةَ مَنْدُوبَاتٍ ومُسْتَحَبَّاتٍ ثَبتَتْ عَنْ خَيرِ البرِيَّةِ لا يخفَى عَلَيكَ عِلْمُهَا؛ ولِذَا فَلا يَفُوتَنَّكَ عَمَلُهَا، وهَا نحْنُ هُنَا نجمِلُهَا، مقْرُونَةً بأدِلَّتِهَا لنَحْمِلَكَ عَلَى نَشْرِ فَضَائِلِهَا..

 

فقَدْ جَاءَ في الحَدِيثِ القُدُسِيِّ الرَّبَّانيِّ الذِي يَرْوِيهِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عنْ رَبِّ العِزَّةِ سبحانه وتعالى: "وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّه،ُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّه،ُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ"[1]..

 

فَإِلَيْكَ هَاتِيكَ المُسْتَحَبَّاتِ في فُصُولٍ مُتَوَالِيَاتٍ:

 

 

فَصْلٌ في السُّحُورُ

 

لقَدْ أَوْصَى المصْطَفَى المُخَتَارُ صلى الله عليه وسلم أصْحَابَهُ وأُمَّتَهُ مِنَ بَعْدِهِ بِالمُحَافَظَةِ عَلَى أَكْلَةِ السَّحَرِ قَبلَ ابتِدَاءِ يَومِ الصِّيَامِ؛ فقَالَ علَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: " تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً"[2].

 

فالسُّحُورُ[3] مَنْدُوبٌ إِلَيهِ بِلا خِلافٍ[4]؛ ولِذَا فَلا يَنبَغِي لِلصَّائِمِ أنْ يَترُكَهُ ولوْ بِشَيْءٍ قَلِيلٍ؛ إذْ إِنَّهُ لا يُرَادُ مِنَ السُّحُورِ أنْ يملأَ المرْءُ مَعِدَتَهُ بَلْ يَكفِي أنْ يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيلِ ويَأخُذَ شِقَّ تمرَةٍ، أوْ حَسْوةَ مَاءٍ، أو مَذْقَةَ لَبَنٍ؛ لِيَحُوزَ بَرَكَةَ السُّحُورِ[5]؛ إذْ هُوَ مِنْ أَهَمِّ الوَجَبَاتِ كمَا يَقُولُ الأَطِبَّاءُ[6]، وفي حَدِيثِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: " السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ"[7].

 

ولا شَكَّ أنَّ للسُّحُورِ بَرَكَاتٍ وفَوَائِدَ كَثِيرَةً لا تَقْتَصِرُ عَلَى مجَرَّدِ التَّقْوِيَةِ البَدَنِيَّةِ -كمَا يتَبَادَرُ- فَحَسْبُ، بَلْ لَهُ فَوائِدُ وبَركَاتٌ، فمِنْ فوَائِدِهِ وبَرَكَاتِهِ أنَّهُ يُعِينُ عَلَى قِيَامِ اللَّيلِ، واستِغفَارِ السَّحَرِ، ودَعْوَةِ الثُّلُثِ الآخِرِ مِنَ اللَّيلِ، وصَلاةِ الفَجْرِ، واغْتِسَالِ مَن وَجَبَ عَلَيهِ الاغْتِسَالُ مِن جُنُبٍ أحْدَثَ، أو حَائِضٍ ونُفَسَاءَ قدْ طَهُرَتَا.. وكَفَى بِالعَمَلِ بِالسُّنَّةِ فَائِدَةً وبَرَكَةً.

 

 

فَصْلٌ في تَأْخِيرِ السُّحُورِ، وَتعْجِيْلِ الفُطُورِ

 

يُسْتَحَبُّ تَأخِيرُ السُّحُورِ آخِرَ اللَّيلِ وقَبلَ الفَجْرِ تَأسِّيًا بخيرِ الهَدْيِ هَدْيِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فقَدْ تَوَاتَرَتْ في ذَلِكَ النُّصُوصُ الشَّرعِيَّةُ، يَقُولُ الإِمَامُ السَّالميُّ -رحِمَهُ اللهُ-: "أَحَادِيثُ تَعْجِيْلِ الإِفْطَارِ وتَأْخِيرُ السُّحُورِ صِحَاحٌ مُتَوَاتِرَةٌ"[8].

 

وفي العَمَلِ بهَذَا خَيرِيَّةُ الأُمَّةِ واسْتِقْلالهُا ومخَالَفَةُ أَهْلِ الكِتَابِ الَّذِينَ كَانُوا يُقَدِّمُونَ السُّحُورَ إِلى مَا قَبلَ مُنتَصَفِ اللَّيلِ، وكَذَا يُستَحَبُّ تَعْجِيلُ الفُطُورِ مخَالَفَةً لأَهْلِ الكِتَابِ أيضًا في عَدَمِ إفْطَارِهِمْ إلا عِنْدَمَا يَرونَ النُّجُومَ؛ قَال صلى الله عليه وسلم: " لا تَزَالُ أُمَّتي بخَيرٍ مَا عَجَّلُوا الإِفْطَارَ وأَخَّرُوا السُّحُورَ"[9]، وعنْدَ الإِمَامِ مُسْلِمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ"[10].

 

ويُؤَكِّدُ سماحَةُ المُفْتي -حفِظَهُ اللهُ- هَذَا المعْنى في البرنَامَجِ القَيِّمِ "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ" قَائِلاً: " وهَذَا خِلافُ مَا عَلَيهِ أهْلُ الكِتَابِ مِنْ تَأخِيرِ الفُطُورِ وتَعْجِيلِ السُّحُورِ؛ فإِنّ أهْلَ الكِتَابِ في صِيَامِهمْ إذَا وَصَلَ مُنتَصَفُ اللَّيلِ ليْسَ لِلصَّائِمِ أنْ يَأْكُلَ شَيئًا بَعدَ ذَلكَ .. يَبدَأُ الصِّيَامُ مِن مُنْتَصَفِ الليْلِ، حَتى سَمِعْتُ بعضَهُم يُؤكِّدُ ذَلِكَ وأنّهُم يَتَّبِعُون هذَا إلى وَقْتِنَا هَذَا"[11]. 

 

 

فَصْلٌ في السِّوَاكِ

 

اعْلَمْ -أيُّها الطَّالبُ النَّبِيْهُ- أنَّهُ قَدْ وَرَدَ في اسْتِحْبَابِ السِّوَاكِ وفي كَرَاهَتِهِ نهَارَ الصِّيَامِ أحَادِيثُ ومَرْوِيَّاتٌ إلا أنَّ جميعَ ذَلِكَ لم يَثبُتْ عَنْ سَيِّدِنَا المبَلِّغِ صلى الله عليه وسلم، فسَقَطَ الاحْتِجَاجُ بالجَمِيعِ وبَقِيَ الاسْتِدْلالُ بالأَحَادِيثِ العَامَّةِ المُثبِتَةِ لفَضِيلَةِ السِّوَاكِ واستِحْبَابِهِ في كُلِّ الأَحْوَالِ كقَولِهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتيْ لأمَرْتُهمْ بِالسِّواكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ وَكُلِّ وُضُوءٍ"[12]، وقَدْ قِيلَ قَدِيمًا وأُعيدَ حَدِيثًا: إذَا جَاءَ نهرُ اللهِ بَطَلَ نهرُ مَعْقِلٍ.

 

وبِذَا تُدْرِكُ أنَّ المُعْتمَدَ في القَضِيَّةِ -عنْدَ الشَّيخَينِ الخَلِيْلِيِّ والقَنُّوبيِّ- هوَ بَقَاءُ اسْتِحبَابِ السِّواكِ في نهَارِ الصِّيَامِ، لا فَرقَ بَينَ أوَّلِهِ وآخِرِهِ، ولا بَينَ رَطْبِ السِّوَاكِ ويَابِسِهِ[13]، يَقُولُ سماحَتُهُ -حَفِظَهُ اللهُ-: " الصَّحِيحُ بأنَّهُ لا يُكرَهُ السِّواكُ سَواءً قَبلَ الزَّوالِ أو بعْدَهُ، وسَواءً كَانَ بِالرَّطْبِ أو باليَابِسِ"[14]، ويَقُولُ فَضِيلَةُ الشَّيخِ القَنُّوبيُّ -حَفِظَهُ اللهُ-: " والسِّواكُ لا دَلِيلَ عَلَى مَنْعِهِ بَلِ العُمُومَاتُ تَدُلُّ عَلَى مشْرُوعيَّتِهِ"[15]،  وعَلَى هذَا الرَّأيِ -أيضًا- إمَامُ المذْهَبِ أبُو سَعِيدٍ الكُدَمِيُّ النَّاعِبيُّ[16]، وإنِ اشْتَهَرَ في آثَارِ أصْحَابِنَا خِلافُهُ، إلا أنَّهُ لاحَظَّ للنَّظرِ مَعَ ثبُوتِ الأثَرِ عنْ سيِّدِ البَشرِ [17] صلى الله عليه وسلم.

 

{تَنْبِيْهٌ}: السِّوَاكُ -كمَا فَقِهْتَ- مَشْرُوعٌ في حَقِّ الصِّائِمِ، ولا فَرقَ بَينَ أنْ يَكُونَ هَذَا الاسْتِيَاكُ بِعُودِ الأَرَاك أو بالفُرْشَاةِ المعْرُوفَةِ، عَلَى أنْ يَتَجَنَّبَ الصَّائِمُ في نهَارِ صَومِهِ اسْتِعْمَالَ المعَاجِينِ العَصْرِيَّةِ في تَسَوُّكِهِ، فإنَّ في اسْتِعْمَالِهَا مخَاطَرَةً شَدِيدَةً؛ لأَنَّ لهَا نَدَاوَةً تتَطَايَر ويُخْشَى مِنْ وُلُوجِها إلى جَوفِ الصَّائِمِ، فَكُنْ مِنْهَا عَلَى حَذَرٍ[18]. 

 

لَطِيْفَةٌ

 

قالَ أحَدُ الشُّعَرَاءِ مُسْتَغِلاًّ الجِنَاسَ اللَّطِيفَ في لَفْظَتي السِّوَاكِ والأَرَاكِ: 

 

 

لا أُحِبُّ السِّواكَ مِنْ أَجْلِ أَني *** إِنْ ذَكَرْتُ السِّواكَ قلتُ سِوَاكَا

وأُحِبُّ الأَراكَ مِنْ أَجْلِ أَني *** إِنْ ذَكَرْتُ الأَرَاكَ قلتُ أَرَاكَا

 

 

 

فَصْلٌ في الإِفْطَارِ عَلَى مَا لم تمسَّهُ النَّارُ

 

اسْتَحَبَّ العُلمَاءُ أنْ يُفطِرَ المرْءُ بعدَ تحقُّقِ غُرُوبِ الشَّمسِ عَلَى شَيءٍ مِنَ الطَّعَامِ لم تمسَّهُ النَّارُ[19]؛ أخْذًا ممَّا جَاءَ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ كَانَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ"[20]، وفِي هَذَا إعْجَازٌ عِلْمِيٌّ..

 

إِعْجَازٌ عِلْمِيٌّ

 

ثبَتَ طبِّيًّا أنَّ السُّكَّرَ والماءَ همَا أوَّلُ مَا يحتَاجُ إلَيْهِ الجِسْمُ عِنْدَ الإِفْطَارِ وبَعْدَ خُلوِّ المعِدَةِ مِنَ الطَّعَامِ؛ لأنَّ نَقْصَ السُّكرِ فِي الجِسْمِ ينتجُ عنهُ أحيانًا ضِيقٌ فِي الخُلُقِ، واضْطِرَابٌ في الأعْصَابِ، وأنَّ نقْصَ الماءِ يُؤَدِّي إلى إنْهاكِ الجِسْمِ وهُزَالِهِ، ومِنْ هنَا يتبَينُ لنَا مَدْلُولُ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ الكَرِيمةِ بالإفْطَارِ عَلَى التَّمْرِ والمَاءِ، والحمْدُ للهِ ذِي الحِكَمِ البَاهِرَةِ، والنِّعَمِ السَّابغَةِ، والآلاءِ الظَّاهِرَةِ[21]. 

 

 

فَصْلٌ في الدُّعَاءِ عِنْدَ الإِفطَارِ

 

لَقَدْ تَقَرَّرَ لَدَيكَ -أخِي العَابِدَ- أنَّ دَعْوةَ الصَّائِمِ عِندَ فِطْرِهِ مُستَجَابةٌ لا تُرَدُّ؛ لِمَا رُوِيَ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ لِلصَّائمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةً"[22] فلِلإنْسَانِ أنْ يَدْعُوَ في ذَلكَ الموْضِعِ بمَا اصْطَفَاهُ مِنْ خَيرَي الدُّنْيَا والآخِرَةِ[23]، ومِنَ السُّنةِ أنْ يَقُولَ المُفْطِرُ: "ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ"[24].

 

وكَذَلِكَ إذَا أَفْطَرَ الصَّائِمُ عِندَ غَيرِهِ فإنَّهُ يُندَبُ لَهُ أنْ يَدْعُوَ لمنْ فطَّرَهُ بالدُّعَاءِ المشْهُورِ الذِي جَاءَ عَنِ النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى صَحْبِهِ وسَلَّمَ-: " أَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلائِكَةُ، وَأَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ"[25].

 

 

------------------------

 

[1] - البخاري، باب: التَّوَاضُعِ، رقم الحديث 6021.

 

يقول محدث العصر -عافاه الله- عن هذا الحديث: " قد جاء مِن طرقٍ أخرى يَشدّ بعضها بعضا فيَرتقي بذلك الحديث إلى درجة القَبول .. هذا الذي نراه في هذا الحديث".

 

القنُّوْبيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 12 رمضان 1425هـ، يوافقه 27/10/2004م

 

[2] - البخاري، بَاب: بَرَكَةِ السَّحُورِ مِنْ غَيْرِ إِيجَابٍ، رقم الحديث 1789.

 

[3] - السَّحُورُ: -بالفتح- على وزن رَسُولٍ مَا يُؤْكَلُ فِي وَقْتِ السَّحَرِ، وَتَسَحَّرْتُ أَكَلْت السَّحُورَ. أما السُّحُورُ: بِالضَّمِّ فِعْلُ الْفَاعِلِ، أي أكلُ السَّحُورِ، كما تقدم معك -أيها الفطن- في الفرق بين الوَضوء والوُضوء.

 

الفيومي، المصباح المنير، مادة:  س ح ر .

 

[4] - ابن المنذر، الإجماع 15.

 

[5]  - الخَلِيْلِيُّ، أَحمَدُ بنُ حمَدٍ. برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"- تلفزيون سلطنة عمان، حلقةُ: 1 رمضان 1422هـ، يوافقه 17/11/2001م.

 

[6] - الخروصي، كهلان بن نبهان. "أسرار الصِّيَام" ندوة طبية شرعية مع الطبيب أبشر مأمون.

 

[7] - أحمد، مسند: أبي سعيد الخدْري رضي الله عنه، رقم الحديث 10664.

 

[8] - السالمي، عبد الله بن حميد. شرح الجامع الصحيح ج2 ص29 نقلا عن ابن عبد البر.

 

[9] - الربيع، باب: ما يفطر الصائم ووقت الإفطار والسحور، رقم الحديث 324.

 

[10] - مسلم، باب: فَضْلِ السُّحُورِ وَتَأْكِيدِ اسْتِحْبَابِهِ وَاسْتِحْبَابِ تَأْخِيرِهِ وَتَعْجِيلِ الْفِطْرِ، رقم الحديث 1836.

 

[11]- يُنظر:

 

الخَلِيْلِيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 4 رمضان 1426هـ، يوافقه 8/10/2005م.

 

الخَلِيْلِيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 10 رمضان 1429هـ، يوافقه 11/9/2008م.

 

الجيطالي، قواعد الإسلام ج2 ص97.

 

[12]- الربيع، باب: الطَّهارة بالاسْتِجْمار، رقم الحديث 87.

 

[13] - يُنظر:

 

الخَلِيْلِيُّ، الفتاوى ج1 ص341.

 

الخَلِيْلِيُّ، "الجانب الفقهي والاجتهادي في سيرة أبي نبهان"، مشاركة في ندوة: "قراءات في فكر أبي نبهان" ص138.

 

الخَلِيْلِيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ:20 رمضان 1424هـ، يوافقه 15/11/2003م.

 

الخَلِيْلِيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 22 رمضان 1426هـ، يوافقه 26/10/2005م.

 

القنُّوْبيُّ، فتاوى إمام السنة والأصول ص101.

 

القنُّوْبيُّ، دروس صيف 2001م الموافق 1422هـ. مذكرة خاصة ص19.

 

القنُّوْبيُّ، دروس صيف 2003م الموافق 1424هـ مذكرة خاصة ص63.

 

القنُّوْبيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 1 رمضان 1423هـ، يوافقه 7/11/2002م.

 

القنُّوْبيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 3 رمضان 1425هـ، يوافقه 18/10/2004م.

 

القنُّوْبيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 2 ذو الحجة 1429هـ، يوافقه 30/11/2008م.

 

القنُّوْبيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 4 رمضان 1430هـ، يوافقه 25/ 8 / 2009م.

 

[14] - الخَلِيْلِيُّ، أَحمَدُ بنُ حمَدٍ. برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"- تلفزيون سلطنة عمان، حلقةُ: 24 رمضان 1423هـ، يوافقه 30/11/2002م.

 

[15] - القنُّوْبيُّ، سَعِيدُ بنُ مَبرُوكٍ. برنامج: "سؤال أهل الذكر"- تلفزيون سلطنة عمان، حلقةُ: 3 رمضان 1429هـ، يوافقه 4/9/2008م.

 

[16] - هو أبو سعيد محمدُ بن سعيد بن محمد بن سعيد الكدمي الناعبي، عاش في القرن الرابع الهجري، اشتهر بمدرسته الفكرية في الرد على بعض مَن خالفهُ مِن أهل زمانه، من مؤلفاته: كتاب الاستقامة، والمعتبر، إضافة إلى أجوبة نثرية كثيرة جمعت في أربعة مجلدات تحت عنوان "الجامع المفيد من أحكام أبي سعيد" طَبعَتهُ وزارة التراث.

 

قال عنه العلامة أبو نبهان جاعد بن خميس الخروصي -رَحِمَهُ اللهُ-: "وكفى بأبي سعيد حجة ودليلا، لمن أراد أن يتخذ الحق لنفسه سبيلا؛ فإنه أعلم من نعلم من الأحبار، وآثاره أصح الآثار"، توفي -أسكنه الله فسيح جناته- بين سنتي 353-356هـ. يُنظر:

 

معجم أعلام الإباضية/ قسم المشرق العربي.

المنتدى الأدبي، قراءات في فكر أبي سعيد الكدمي، محاضرة لسماحة المفتي بعنوان:"التأصيل الفقهي عند الإمام أبي سعيد الكدمي" ص51.

 

[17] - تَنْبِيْهٌ مُهِمٌّ: احترزنا بقولنا: "عنْ سيِّدِ البَشرِ"؛ لأن "الأثر" يُطلق في اصطلاح العلماء على معنيين: يراد به أحيانا ما نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويراد به أحيانا أخرى ما ورد عن السلف الصالح رضي الله عنهم، إلا أن المراد بالأثر في قولهم: "لاحظَّ للنَّظرِ عند ورُودِ الأثَرِ" هو الأثر المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه هو الذي يَرفع النظر ويقطع الخلاف في المسائل، فقوله صلى الله عليه وسلم وحيٌ يوحَى وليس نطقا بالرأي والهوى، وكلٌّ يؤخذ من قوله ويرد حاشا صاحب الروضة الشريفة صلى الله عليه وسلم، ولذا فلا يُمنع النظر فيما ورد من آثار العلماء السابقين إن عرت هذه الآثار من الحجج والبينات -كما في هذه المسألة-، فافهم كلامي واستمع مقال الإمام السالمي:

 

 

والأثر المانع ما قد وردا *** عن النبي المصطفى مؤكَّدا

فقولهم: عندَ وُرُودِ الأَثرِ *** لا حَظَّ فيهِ أَبدًا للنَّظرِ

معناه ما أتى عن المختار *** يَنفِي خلافَهُ عنِ الأنظار

وباختلاف الاصطلاح في الأثر *** قد اختفى المعنى على من قد نظر

ما كلُّ قول سطروه يَمنع *** ذاكَ، ولا الخلاف طُرًّا يُسمع

لو كان ذاك انسد باب العلم *** ولزم التقليد عند الفهم

وهم من التقليد يمنعونا *** لأنهم للحق يتبعونا

حثوا على استعمال فكر الناظر *** ورفعوه للمقام الشاهر

 

 

يُنظر:

 

القنُّوْبيُّ، الإمام الربيع بن حبيب: مكانته ومسنده ص8- 9.

القنُّوْبيُّ، "جوابٌ مطوَّلٌ: مطبوعٌ ومتداولٌ" لدى الكاتب نسخة منه ص103.

 

السالمي، جوهر النظام ج3 ص152.

 

[18] - يُنظر:

 

الخَلِيْلِيُّ، الفتاوى ج1 ص338.

 الخَلِيْلِيُّ، المرأة تسأل والمفتي يجيب ج1 ص259- 260.

الخَلِيْلِيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 4 رمضان 1421هـ، يوافقه 30/11/2000م.

 

الخَلِيْلِيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 22 رمضان 1426هـ، يوافقه 26/10/2005م.

 

القنُّوْبيُّ، فتاوى إمام السنة والأصول ص101.

 

القنُّوْبيُّ، فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي ص199.

 

القنُّوْبيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 3 رمضان 1429هـ، يوافقه 4/9/2008م.

 

القنُّوْبيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 8 رمضان 1428هـ، يوافقه 20/9/2007م.

 

[19] - يُنظر:

 

الخَلِيْلِيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 7 رمضان 1421هـ، يوافقه 3/12/2000م.

 

المعولي، المعتصم بن سعيد. اتصال هاتفي شخصي بسماحة المفتي عام 1999م.

 

[20] - أبو داود، بَاب: مَا يُفْطَرُ عَلَيْهِ، رقم الحديث 2009.

 

[21] - يُنظر:

 

الخَلِيْلِيُّ، أَحمَدُ بنُ حمَدٍ. الفتاوى ج1 ص340.

 

المعولي، المعتصم بن سعيد. باب الريان ص4.

 

[22] - الحاكم، كتاب: الصوم، رقم الحديث 1483.

 

[23] - الخَلِيْلِيُّ، أَحمَدُ بنُ حمَدٍ. برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"- تلفزيون سلطنة عمان، حلقةُ: 2 رمضان 1427هـ، يوافقه 26/9/2006م.

 

[24] - أبو داود، بَاب: الْقَوْلِ عِنْدَ الإِفْطَارِ، رقم الحديث 2010.

 

تَنْبِيْهٌ: أما الزيادة المروية: "اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ" فهي وإن كانت من المروي إلا أنه لا يصح لها إسناد متصل للنبي صلى الله عليه وسلم فمن دعا بها فلا يعنف إلا أن قاعدتك هي أن "خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم".

 

فَائِدَةٌ: ثبت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن تقييد الدعاء بالمشيئة؛ قال صلى الله عليه وسلم: " لا يقولن أحدكم : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، ولَكنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لا مُكْرِهَ لَهُ"، إلا أن ذلك -كما قال شيخنا القنوبي- مستثنى في دعاء الإفطار كما ثبت عن سيد الأخيار صلى الله عليه وسلم في قوله: " وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ". يُنظر:

 

الربيع، باب: أدب الدعاء وفضيلته، رقم الحديث 508.

القنُّوْبيُّ، دروس صيف 1423هـ/ يوافقه 2002م. مذكرة خاصة "ب" ص9.

 

القنُّوْبيُّ، دروس صيف 1424هـ/ يوافقه 2003م. مذكرة خاصة ص54.

القنُّوْبيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 3 رمضان 1430هـ، يوافقه 24/ 8/ 2009م.

القنُّوْبيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 2 رمضان 1423هـ، يوافقه 8/11/2002م.

[25] - أحمد، مسند: أنس بن مالك رضي الله عنه، رقم الحديث 11957.

 

تَنْبِيْهٌ: ما يورده البعض في هذا الدعاء من زيادة "الأخيار" بعد "وَصَلَّتْ عَلَيْكُمْ الْمَلائِكَة" لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بل لا ذكر له في كتب السنة، وإنما هو من زيادات الألسن الدارجة، يقول العلامة المحدث القنوبي: "وهي زيادة منكرةٌ، ويزيد بعضهم "وذكركم الله فيمن عنده"، ولم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم"، والعلم عند الله. يُنظر:

 

القنُّوْبيُّ، تحفة الأبرار ص250.

 

القنُّوْبيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 2 رمضان 1423هـ، يوافقه 8/11/2002م.

--------------------------------------------

فَصْلٌ في الإِكْثَارِ مِنَ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالقِرَاءَةِ والجُودِ

 

لا شَكَّ أنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ مِضْمَارُ سِبَاقٍ ومَيدَانُ تَنَافُسٍ، يَتَنَافَسُ فيهِ المتنَافِسُونَ في الذِي يُقرِّبهُمْ إِلى اللهِ زُلْفَى، فشَهْرُ رَمَضَانَ لَيْسَ مجرَّدَ شَهرِ كَرَمٍ وجُودٍ فحَسْبُ، وإنَّمَا هُوَ شَهرُ الإِكثَارِ منْ كُلِّ ذَلِكَ بَلا خَوفٍ مِنْ فَقرٍ أوْ إقْتَارٍ ممَّا تجُودُ بِهِ الأَيَادِي البِيضُ والنُّفُوسُ الطَّاهِرَةُ عَلَى ذَوِي الحَاجَةِ والمسْغبَةِ ممَّا فَضُلَ عِندَهُم مِنْ حُطَامِ الدُّنيَا الفَاني وظِلِّهَا الزَّائِلِ ليَكُونَ عِنْدَ اللهِ بَاقِيًا؛ قَالَ تَعَالى:{ مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } النحل: ٩٦

 

وهذَا الشَّهرُ هوَ شَهرُ الدُّعَاءِ والذِّكْرِ؛ لأَنَّ دَعْوَةَ الصَّائِمِ فيهِ مجَابَةٌ ولا شَكَّ -كمَا تقَدَّمَ-، والدَّلِيلُ المؤَكِّدُ لذلِكَ أنَّ آيَةَ الدُّعَاءِ جَاءَتْ وسَطَ آيَاتِ الصِّيَامِ مَعَ تَكَفُّلِ اللهِ عز وجل بنَفْسِهِ بِإجَابَةِ مَنْ سَأَلَ عَنهُ سبحانه وتعالى إذْ يقُولُ عز وجل فِيهَا:{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } البقرة: ١٨٦

 

وكَذَا فإِنَّ رَمَضَانَ هوَ شَهرُ العَبِّ مِنْ مَعِينِ القُرآنِ الدَّافِقِ بِتِلاوَتِهِ وتَدَبُّرِهِ وتَبَصُّرِ معَانِيهِ؛ وكُلُّ هَذَا كَانَ أسْبَقَنَا إلَيهِ الأُسْوَةُ الحَسَنَةُ، العَبدُ الشَّكُورُ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الذِي كَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام، وَكَانَ جِبْرِيلُ عليه السلام يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ[26].

 

 

فَصْلٌ في تَفطِيرِ الصَّائِمِينَ

 

وإنَّ مِنْ أجْودِ الجُودِ وأكْمَلِ البرِّ في شَهْرِ الصَّبرِ تفْطِيرَ الصَّائِمِينَ؛ لما جَاءَ في سُنَّةِ أبي القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم مِنْ تَرغِيبٍ وحَثٍّ؛ إذْ في سُنَّتِهِ أَنَّ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ كَأجْرِ ذَلِكَ الصَّائِمِ؛ قَال عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: " مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ"[27]، فاحْرِصْ عَلَيهِ، لا يَفُوتنَّكَ هَذَا الفَضْلُ.

 

 

فَصْلٌ في الاعْتِكَافِ

 

وهُوَ أنْ يحبِسَ الإِنسَانُ نفْسَهُ في المسْجِدِ للْعِبَادَةِ مُقْتَرِنًا بِشَعِيرَةِ الصِّيَامِ، وعَسَى أَنْ نُفْرِدَ في آخِرِ هَذِهِ الأَبْوابِ بَابًا مُسْتَقِلاًّ في فِقْهِ الاعْتِكَافِ وحَبْسِ النَّفسِ -بإِذْنِ اللهِ تعَالى-؛ فَالجُودُ بِالنَّفْسِ أَقْصَى غَايَةِ الجُودِ[28].

 

 

فَصْلٌ في صَلاةِ التَّرَاوِيْحِ

 

تفقَّهْ -أُخَيَّ، رُزقتَ راحَةَ الدَّارَينِ- أنَّ صَلاةَ التَّرَاويحِ هِيَ جُزْءٌ مِنْ قيَامِ رَمَضَانَ -كمَا سَيَأْتي-، والتَّرَاوِيحُ سُنَّةٌ مِنَ السُّننِ الَّتي ثَبَتَتْ عَنِ النَّبيِّ [29] صلى الله عليه وسلم، وقدْ جمعَ النَّاسَ لها عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه، وأجمعَ المسْلِمُونَ علَى اسْتِحْسَانِ صَنِيعِهِ هَذَا، وقَالُوا في تَاركِهِ بأنّهُ خَسِيسُ الحَالِ[30]. 

 

ولمْ يترُكْهَا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم جمَاعةً بَعدَ أنْ صَلَّى بأَصْحَابِهِ عِدَّةَ ليَالٍ إلا خَشْيَةَ أنْ تُفرَضَ علَيهِمْ[31]، يقُولُ شَيخُنا بدرُ الدِّين -حَرَسَهُ الحَفِيظُ الرَّقِيبُ-: " وَقدْ عُرِفَ عَنهُ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ كَانَ يَترُكُ العَمَلَ وَهُوَ مِنْ أَحبِّ الأَعمَالِ إِليْهِ لئَلا يُفرَضَ عَلَى أُمَّتِهِ، ومِنْ ذلكَ عَدَمُ خُروجِهِ إِلى أَصحَابِهِ في المسْجِدِ لصَلاةِ قِيامِ رَمَضَانَ بعدَما صَلَّى بهمْ ليْلتَينِ أوْ ثَلاثًا"[32].

 

فأخذَ النّاسُ بعدَ ذلكَ يُصَلُّونَ بأنفسِهِمْ أوزاعًا متفرِّقينَ، حتى جمعَهُمْ عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه على قارئٍ واحدٍ، وهو أُبَيُّ بنُ كعبٍ، فلمَّا رآهُمْ يصلُّونَ مجتمعينَ قالَ عمرُ: "نِعْمَ الْبِدْعَةُ هَذِهِ، وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي يَقُومُونَ"، يُرِيدُ صَلاةَ آخِرِ اللَّيْلِ[33].

 

صِفَةُ صَلاةِ التَّراويحِ: أنْ تُصلَّى ثمانِي ركعَاتٍ كمَا صَلاَّها النَّبيُّ [34] صلى الله عليه وسلم، يَفْصِلُ بينَ كلِّ ركعَتينِ بتشَهُّدٍ يعقبُهُ سَلامٌ، وكذا الشَّأنُ في جميعِ نافلةِ اللَّيلِ؛ قالَ صلى الله عليه وسلم: "صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى"[35]، ثمّ يختِمُ تراوِيحَهُ بالوِتْرِ ثَلاثَ رَكَعَاتٍ، ويمكِنُ للمُصلِّي أنْ يُروِّحَ بالدُّعَاءِ أو بالبَاقِيَاتِ الصَّالحَاتِ بعْدَ كُلِّ أَربَعِ ركَعَاتٍ، وحينَئِذٍ تُسَمَّى كُلُّ أَرْبَعٍ "قِيَامًا"، ويأتيْ بالدُّعَاءِ المُسْتَحْسَنِ بَعْدَ صَلاةِ الوِتْرِ.

 

[تَنْبِيْهٌ]: مِنْ شِعَارِ هَذِهِ الصَّلاةِ الجمَاعَةُ فَلا يَنبغِي للرِّجَالِ أَنْ يُصَلُّوهَا فُرَادَى إِلا مِنْ عُذْرٍ، وقدْ زالتِ العِلةُ التي تَرَكَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أجلِهَا الجماعةَ، وهِيَ الرَّأفةُ بأمَّتِهِ خَشْيةَ أنْ تُفْرَضَ عليهِمْ، وكَذَا كانَ في كُلِّ شُؤُونِهِ صلى الله عليه وسلم، رحِيمًا بأمَّتِهِ، مُشْفِقًا عَلَيهَا حَتى يجِيءَ يَومَ القِيَامَةِ وهُوَ يقُولُ ويُرَدِّدُ: " أُمَّتِي أُمَّتِي"[36]، وقَدْ صَدَقَ فيْهِ قولُهُ تَعَالى:{ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}  التوبة: ١٢٨.

 

[فَائِدَةٌ]: سُمِّيتْ صَلاةُ الجمَاعةِ بعدَ العِشَاءِ في ليَالي رَمَضَانَ بالتَّراويحِ لأنَّ النَّاسَ كَانُوا يُطِيلُونَ القِرَاءةَ يَسترِيحُونَ فيْهَا بعْدَ كُلِّ ركعَتَينِ، واسْتَقَرَّ الكثيرُ الآنَ عَلَى التَّخْفيفِ والاسترَاحَةِ بعدَ كلِّ أربعٍ، ويقْرؤونَ في هَذِهِ الاسْتِراحَةِ بعضَ الأذْكَارِ وَالأدعِيَةِ..

 

فَتْوَى

 

السُّؤَالُ/ ما قولُكُمْ سماحةَ الشَّيخِ في الأدْعيةِ التي تُقَالُ بعدَ كلِّ أربعِ ركعاتٍ مِنْ صَـلاةِ الترَاويحِ ؟

 

الجَوَابُ/ الأدعيةُ التي تردَّدُ في التراويحِ عندَنَا ليستْ واجبةً، وليستْ جزءًا مِنَ الصلاةِ، وإنما يُستَحسَنُ للإِنسَانِ أنْ يدْعوَ اللهَ بعدَ كلِّ صَلاةٍ لقولِهِ تَعَالى:{ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ، وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ } الشرح: ٧- ٨، وقدْ دَرَجَ النّاسُ عندنَا عَلَى اسْتِعْمالِ الدُّعاءِ بعدَ أربعِ ركَعَاتٍ مِنَ التَّراويْحِ، أو الإتيَانِ بالباقيَاتِ الصَّالحاتِ، وليسَ ذلكَ مِنَ الوجوبِ في شَيءٍ، كَمَا أنّهُ لا توقيفَ في ذلكَ على شَيْءٍ بعَينِهِ، واللهُ أعلمُ[37]. 

 

 

فَصْلٌ في قِيَامِ رَمَضَانَ

 

قيَامُ رَمَضَانَ هو قيامُ اللَّيْلِ في هذا الشَّهْرِ الفَضِيلِ، وهُوَ أَفْضَلُ النَّوافِلِ عَلَى الإِطْلاقِ بعْدَ الفَرائِضِ، يقُولُ شَيخُنا بدْرُ الدِّينِ -حفِظَهُ اللهُ-:"وَلا ينْبغِي لِعَاقِلٍ أنْ يُفوِّتَ قِيامَ اللَّيلِ"[38]، وأفضلُهُ ما كانَ في الثلثِ الأَخِيرِ مِنَ اللَّيلِ؛ لأنَّ قراءَتَهُ محضورةٌ[39]، ودعاءَهُ أقربُ[40]؛ أمَّا نِصْفُ اللَّيلِ فهُوَ جَوفُهُ الغَابرُ[41]. 

 

ويبدأُ وقتُ قيامِ اللَّيلِ مِنْ بعدِ صَلاةِ العِشَاءِ وينتَهِي بِبُزُوغِ الفَجْرِ الصَّادقِ[42].

 

وهوَ رَكْعَتانِ ركْعَتَانِ كمَا ثبَتَ مِنْ فعْلِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومِنْ قَولِهِ: "صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى"[43]، أيْ: يَفْصِلُ المصَلِّي بعْدَ كُلِّ رَكْعَتَينِ بالتَّشَهُدِ والسَّلامِ.

 

[تنبيهٌ]: وبما أنَّ صَلاةَ اللَّيلِ -بما فيهَا التَّرَاويحُ كَمَا تقدَّمَ قَرِيبًا- مَثْنَى مَثْنَى يُفصلُ بينها بالسَّلامِ، فكلُّ ركعتينِ تعدُّ صلاةً مستقلةً بنفسِهَا، مِنَ حيثُ النيةُ، والاستعاذةُ، والاسْتِدراكُ، وسجودُ السَّهوِ[44]. 

 

أمَّا التَّوْجِيْهُ: فإنَّ مُصَلِّي القِيَامِ مُخَيَّرٌ بينَ أنْ يُوَجِّهَ قَبلَ كُلِّ تكْبِيرةِ إحْرَامٍ، أو أنْ يقتَصِرَ عَلَى التَّوجِيهِ الأَوَّلِ في أوَّلِ ركْعَتَينِ[45].

 

اِقْرأْ وتفَكَّرْ

 

قَالَ تَعَالى:{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } الزمر:٩.

 

{فَائِدةٌ}: صَلاةُ التَّراويحِ تُصلَّى بعدَ فريضةِ العشاءِ وسنَّتِهِ مباشرةً، وتمتدُّ إلى منتصفِ الليلِ، ثمّ تبدأُ صَلاةُ التَّهَجُّدِ مِنْ منتصفِ اللَّيلِ حتى الثُّلثِ الأخيرِ مِنْهُ، وتُسَمَّى بعدَ ذلكَ صَلاةَ السَّحَرِ أي مِنْ ثلثِ اللَّيلِ الأخيرِ إلى طلوعِ الفجرِ[46]، ولكنْ حبَّذا إذا جمعَ المجِدُّونَ والمشمِّرونَ بينَهَا جميعًا؛ فالكلُّ قيامُ رَمَضَانَ، وقد قالَ صلى الله عليه وسلم :"مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه"[47].. 

وبالجُمْلَةِ فإنَّهُ لا يَنبَغِي لمؤْمِنٍ عَاقِلٍ أنْ يَعْزِفَ عَنِ الأعْمَالِ الصَّالحَاتِ بمُختَلَفِ صُنُوفِهَا وأَلْوَانِهَا في هَذَا الشَّهْرِ بلْ عَلَيهِ أنْ يُكْثِرَ مِنْهَا قَدْرَ اسْتِطَاعَتِهِ لا سِيَّمَا في العَشْرِ الأَوَاخِرِ منْهُ اقْتِدَاءً بِالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الذِي كَانَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ[48]. 

 

 

وحبَّذَا إذَا جمعْتَ الكُلاَّ *** ونِلْتَ مِنْ أقْدَاحِهَا المُعَلاَّ[49]

 

------------------------

 

[26] - يُنظر:

 

القنُّوْبيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 18 رمضان 1427هـ، يوافقه 12/10/2006م.

البخاري، بَاب: أَجْوَدُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، رقم الحديث 1769.

[27] - الترمذي، بَاب: مَا جَاءَ فِي فَضْلِ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا، رقم الحديث 735.

 

[28] - يسَّرَ اللهُ ذلك في: الْبَابُ العَاشِرُ: في الاعْتِكَافِ.

 

[29] - الخَلِيْلِيُّ، أَحمَدُ بنُ حمَدٍ. برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"- تلفزيون سلطنة عمان، حلقةُ: 11 رمضان 1422هـ، يوافقه 27/11/2001م.

 

[30] - لذا ذهب بعض أهل العلم إلى أن صلاة التراويح سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، وهو مذهب جمهور أصحابنا كما نسبه إليهم العلامة أبو مسلم -رَحِمَهُ اللهُ- في نثاره حيث قال: "والفريق الأعظم من أصحابنا على التأكيد"؛ وذلك نظرا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتركها مطلقا، وإنما تركها في الجماعة فقط، والله أعلم. يُنظر:

 

الخَلِيْلِيُّ، الفتاوى ج1 ص179.

 

الخَلِيْلِيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 11 رمضان 1422هـ، يوافقه 27/11/2001م.

 

الخَلِيْلِيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 4 شعبان 1425هـ، يوافقه 19/9/2004م.

 

البهلاني، نثار الجوهر ج4 ص341.

 

[31] - الربيع، باب: الإمامة في النوافل، رقم الحديث 204.

 

[32] - الخَلِيْلِيُّ، أَحمَدُ بنُ حمَدٍ. جواهر التفسير ج3 ص213.

 

[33] - البخاري، بَاب: مَا جَاءَ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ، رقم الحديث 231.

 

[34] - صلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأصحابِه التراويحَ ثمانِي ركعات، وزاد عليها الخليفة عمر رضي الله عنه  على مرأى ومسمع من جميع الصحابة، وهو دليل جواز الزيادة فيها كما مضى عليه بعضٌ ممن سلف من أصحابنا -رضوان الله عليهم-، حتى ردَّهم الإمامُ الخليليُّ -رَحِمَهُ اللهُ- إلى السنة الصحيحة الثابتة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فكان يُروِّحُ بثمانِ ركعاتٍ اقتداءً بفعله صلى الله عليه وسلم، وعليه جرى العمل بعد ذلك، يقول -رَحِمَهُ اللهُ- كما في الفتح الجليل: "فينبغي أنْ يُقتصَرَ عَلَى الثَّمَانِ".

 

قلتُ: وهو مذهب شيخِنا بدرِ الدِّين الخليليِّ -حفظه اللهُ- قولا وعملا، وإن كانَ يجوِّز الزيادةَ، ولا يقول بحصريتها في هذه الركعات إلا أنَّ العمل بما ثبت عنِ النبي صلى الله عليه وسلم هو الأولى عند الإمكان، يقول سماحته: "والاقتصار على ما صلاه النبي صلى الله عليه وسلم مع الخشوع، أولى من الزيادة التي تصحبها سرعة لا يبقى معها الخشوع".

 

وقد أكَّدَ هذا المعنى حديثُ أمِّ المؤمنين عائشة قالت: "مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلا غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا"النسائي/1679. أما ما جاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في شهر رمضان عشرين ركعة والوِتْرِابن أبي شيبة 227/13 فضعيف لا يثبت مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والتأسي بالمصطفى كما أُمرِنا بهِ أَوْلى.

 

تَنْبِيْهٌ أوَّلٌ: قد تجد -أيُّها الطالب المطَّلِعُ- في بعض الروايات أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في قيامه ثلاث عشرة ركعة، ولا تعارض بين هذه الروايات، ورواية الـإِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً؛ ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح قيام الليل بركعتين خفيفتين، ثم يصلي إحدى عشرة ركعة، فمن عدَّ الركعتين اعتبر قيامه ثلاث عشرة ركعة، ومن لم يعدها اعتبر قيامه إحدى عشرة ركعة، وبذا يزول الإشكال، ويبين هذا الإجمال، والحمد لله ذي المجد والجلال، أفادَهُ مُحدِّثُ العصرِ -حفظه الله-.

 

تَنْبِيْهٌ ثَانٍ: ما ورد في بعض كتب الأصحاب -عفا الله عنهم- ككتاب الوضع وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى التراويح ثماني ركعات، ثم زاد عليها أبو بكرٍ ثماني أخرى، ثم زاد عليها عمر ثماني أخرى حتى صار مجموع ركعات التراويح أربعا وعشرين ركعة ففي ثبوته عن العمرين نظرٌ كبيرٌ إلا أنْ تَكُونَ خَاصَّةُ صلاتِهِمْ في بيوتهم؛ لأن أبا بكر لم يجمع لها الناس أصلا، وأما زيادة عمر التي جمع لها الناس فكانت إلى عشرين ركعة فقط، وممن شكك في نسبة ما تقدم إلى العمرين -رضي الله عنهما- العلامة القنوبي والعلامة البهلاني والشيخ إبراهيم عمر بيوض في فتاواه.. يُنظر:

 

الخَلِيْلِيُّ، الإمام محمد بن عبد الله. الفتح الجليل من أجوبة الإمام أبي خليل ص210.

 

الخَلِيْلِيُّ، الفتاوى ج1 ص180، 181.

 

الخَلِيْلِيُّ، رد مطوَّل على أحد المغرضين - مخطوط بحوزة الكاتب نسخة منها، ص52.

 

القنُّوْبيُّ، قُرة العيْنيْن ص43.

 

القنُّوْبيُّ، فتاوى فضيلة الشيخ سعيد القنوبي ص135، 153.

 

القنُّوْبيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 18 رمضان 1427هـ، يوافقه 12/10/2006م.

 

الطيواني، قاموس الصوم ص98.

 

بيوض، إبراهيم بن عمر. الفتاوى ص274.

 

[35] - البخاري، بَاب: مَا جَاءَ فِي الوِتْرِ، رقم الحديث 936.

 

[36]- مسلم، بَاب: أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً فِيهَا، رقم الحديث 286.

 

[37] - الخَلِيْلِيُّ، أَحمَدُ بنُ حمَدٍ. الفتاوى ج1 ص180.

 

[38] - الخَلِيْلِيُّ، أَحمَدُ بنُ حمَدٍ. برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"- تلفزيون سلطنة عمان، حلقةُ: 15 جمادى الأولى 1430هـ، يوافقه10/ 5/ 2009م.

 

[39] - أي: تحضرها الملائكة.  مسلم، بَاب: مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، رقم الحديث 1256.

 

[40] - أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول ربنا تبارك وتعالى حين يبقى ثلث الليل الآخر: من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟".

 

الربيع، باب: أدب الدعاء وفضيلته، رقم الحديث 500.

 

[41] - عن أَبِي ذَرٍّ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ قِيَامِ اللَّيْلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: "جَوْفُ اللَّيْلِ الْغَابِرِ أَوْ نِصْفُ اللَّيْلِ وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ".  أحمد، المسند. حديث: أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه، رقم الحديث 20575.

 

[42] - الخَلِيْلِيُّ، أَحمَدُ بنُ حمَدٍ. الفتاوى ج1 ص176.

 

[43] - البخاري، بَاب: مَا جَاءَ فِي الوِتْرِ، رقم الحديث 936.

 

[44] - يُنظر:

 

الخَلِيْلِيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 1 رمضان 1427هـ، يوافقه 25/9/2006م.

 

الخَلِيْلِيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 30 شعبان 1427هـ، يوافقه 24/9/2006م.

 

الخَلِيْلِيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 4 رمضان 1428هـ، يوافقه 16/9/ 2007م.

 

القنُّوْبيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 7 رمضان 1423هـ، يوافقه 13/11/2002م.

 

[45] - يُنظر:

 

الخَلِيْلِيُّ، الفتاوى ج1 ص176.

 

الخَلِيْلِيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 30 شعبان 1427هـ، يوافقه 24/9/2006م.

 

[46] - الخَلِيْلِيُّ، أَحمَدُ بنُ حمَدٍ. برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 24 رمضان 1423هـ، يوافقه 30/11/2002م.

 

[47] - البخاري، بَاب: تَطَوُّعُ قِيَامِ رَمَضَانَ مِنَ الْإِيمَانِ، رقم الحديث 36.

 

[48] - البخاري، بَاب: الْعَمَلِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، رقم الحديث 1884.

 

معنى شد المئزر: أنه صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العبادة والعمل الصالح كما أن شأن كل مجتهد في عمل أن يشد مئزره ويشمر عن ساعد الجد، وقيل معنى شد المئزر أنه صلى الله عليه وسلم كان يجتنب مقاربة النساء؛ لأنه يكون في هذه العشر في اعتكاف، والاعتكاف ينافي مقاربة النساء، والعلم عند الله. يُنظر:

 

الخَلِيْلِيُّ، ليلة القدر. "مادة سمعية"، إنتاج: مركز مشارق الأنوار للإنتاج الفني والتوزيع.

 

الخَلِيْلِيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 19 رمضان 1428هـ، يوافقه 01/10/2007م.

 

القنُّوْبيُّ، برنامجُ: "سُؤَالُ أَهْلِ الذِّكْرِ"، حلقةُ: 4 رمضان 1429هـ، يوافقه 5/9/2008م.

------------------------------

ملْحَقٌ

 

دُعَاءُ الوِتْرِ في صَلاةِ التَّرَاوِيْحِ*

 

لسَماحَةِ الشَّيخِ العَلاَّمَةِ بَدْرِ الدِّيْنِ الخَلِيْلِيِّ -حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ - :

 

سُبْحَانَ اللهِ، والحَمْدُ للهِ، والمُلْكُ للهِ، والعَظَمَةُ والكِبرِيَاءُ للهِ، ولا إِلَهَ إلا اللهُ واللهُ أكْبرُ، وللهِ الحَمْدُ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَزِنَة عَرْشِهِ، ومِدَادَ كَلِمَاتِهِ، ورِضَاءَ نَفْسِهِ، وكمَا يَنْبَغِيْ لَهُ وكَمَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ، لا يَنْقَطِعُ ولا يَنْفَدُ مِنْ أَزَلِ الأَزَلِ إِلى أَبَدِ الأَبَدِ، وصلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ.

 

{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ } آل عمران: ٨.

 

اللَّهُمَّ اهْدِنا فيمَنْ هَدَيتَ، وعَافِنَا فيمَن عافَيتَ، وتولَّنا فيمَن تولَّيتَ، وباركَ لنَا فيمَا أَعطيتَ، واصْرِفْ عنَّا شرَّ ما قضَيتَ، إنَّكَ تَقضِي ولا يُقضَى عَليكَ، إِنهُ لا يذلُّ مَن والَيتَ، ولا يَعزُّ مَن عادَيتَ، تباركْتَ رَبَّنَا وتعالَيتَ، فَلَكَ الحمْدُ عَلى مَا قَضَيتَ.

 

اللَّهُمَّ اقْسِمْ لنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تحُولُ بِهِ بَينَنَا وبَينَ مَعْصِيَتِكَ، ومِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبلِّغُنا بِهِ رَحمتَكَ، ومِنَ اليَقِينِ بِكَ مَا يُهَوِّنُ عَلينَا مَصَائِبَ  الدُّنيا، ومتِّعنَا اللَّهُمَّ بأبصارِنا وأسماعِنَا وعقولِنَا وقُوَانَا أبدًا ما أحْيَيتَنَا، واجْعَلْ ذلكَ الوَارِثَ منَّا، وانصُرْنا علَى مَن ظَلمنَا وعادَانا، ولا تجعَلْ مُصيبَتنا في دِينِنَا، ولا تُسلِّطْ عَلينا بذُنوبِنَا مَن لا يخافُكَ ولا يَرحَمُنا. 

 

اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيراتِ، وتَركَ المنكرَاتِ، وحُبَّ الصَّالحاتِ، ورحمةَ المسَاكينِ، فإذَا أردْتَ بعبَادِكَ فتنةً فاقبِضْنا إليكَ غَيرَ خَزَايا ولا مفتُونينَ. 

 

اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ بأنَّا نشْهدُ أنكَ أنتَ اللهُ لا إِله إلا أنتَ، الوَاحدُ الأَحدُ، الفَردُ الصَّمدُ، الَّذي لم يلدْ ولم يُولَدْ، ولم يَكُنْ لهُ كفوًا أَحَدُ.

 

اللَّهُمَّ إنا نَسْأَلُكَ أنْ لا تجعلَ لنَا في مقامِنَا هَذَا ذنبًا إلا غفرْتَهُ، ولا عيبًا إلا سَترتَهُ، ولا غمًّا إلا فرَّجتَهُ، ولا كَربًا إلا نفَّسْتَهُ، ولا دَينًا إلا قَضيتَهُ، ولا مَريضًا إلا عافيتَهُ، ولا غائبًا إلا حفظتَهُ ورددتَهُ، ولا ضَالاًّ إلا هديتَهُ، ولا عَدوًّا إلا كفيتَهُ، ولا دعاءً إلا استجبتَهُ، ولا رجاءً إلا  حققتَهُ، ولا حاجةً من حَوائجِ الدُّنيا والآخرةِ لكَ فيهَا رضًا ولنَا فيهَا مَنفَعَةٌ إلا قضَيتَهَا ويسَّرتها بيُسْرٍ منكَ وعَافيَة.  

 

اللَّهُمَّ اجعلِ الموتَ خيرَ غائبٍ ننتظرُه، والقبرَ خيرِ بَيتٍ نعمرُه، واجعلِ ما بعدَهُ خيرًا لنَا منْه.

 

اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ أنْ تهبَ كُلاًّ منَّا لسَانًا صادقًا ذاكرًا، وقلبًا خاشعًا مُنِيبًا، وعملاً صالحًا زاكيًا، وعلمًا نافعًا رافعًا، وإيمانًا خالصًا ثابتًا، ويقينًا صادقًا راجحًا، ورزقًا حلالاً واسعًا، ونَسْأَلُكَ ربَّنا أنْ تهبَنَا إنابةَ المُخلصِينَ، وخُشوعَ المُخبتينَ، ويَقِينَ الصِّدِّيقينَ، وسعَادَةَ المُتقينَ، ودَرَجَةَ الفَائِزِينَ، يا أفضَلَ مَن قُصِدَ، وأكرَمَ مَن سُئِلَ، وأَحْلَمَ مَن عُصِيَ، يا الله يا ذَا الجَلالِ والإِكرَامِ.

 

اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ الخَيرَ كلَّهُ فواتحَهُ وخواتمَهُ، ظواهرَهُ وبواطنَهُ، ما علمْنا منهُ ومَا لم نعلمْ، ونعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ كُلِّهِ فواتحِهِ وخواتمِهِ، ظواهرِهِ وبواطنِهِ، ما علمْنا منهُ وما لم نعلمْ.

 

اللَّهُمَّ إنا نَسْأَلُكَ الجنةَ وما يُقرِّبُ إليهَا، ونعوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وما يُقرِّبُ إليهَا، ونَسْأَلُكَ مِن كُلِّ خيرٍ سَأَلكَ منهُ عبْدُكَ ورَسُولُكَ محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، ونعوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ استعَاذَ منهُ عبْدُك ورسُولُكَ محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم.

 

اللَّهُمَّ ما قضيتَ لنَا مِن أمرٍ فاجْعلْ عاقبتَهُ لنَا رُشدًا، وأصلِحْ لنا شَأنَنَا كُلَّهُ، يا مُصلحَ شأنِ الصَّالحينَ، ولا تكِلْنا إلى أنفسِنَا ولا إِلى أحدٍ مِن خلقِكَ طرفَةَ عَينٍ ولا أدْنى مِن ذَلكَ ولا أَكثرَ، يا ذَا الجلالِ والإكرامِ.

 

اللَّهُمَّ إنا نَسْأَلُكَ إيمانًا بكَ، ووفَاءً بعهْدِكَ، وتصديقًا بكتابِكَ، واتِّباعًا لسنةِ نبيِّكَ محمَّدٍ -صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-. 

 

اللَّهُمَّ إنا نَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحمتِكَ، وعزائِمَ مَغفرتِكَ، والسَّلامةَ مِنْ كُلِّ إثمٍ، والغَنيمَةََ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، والفَوزَ بالجنَّةِ والنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ. 

 

اللَّهُمَّ إنا نَسْأَلُكَ الرَّاحةَ عندَ الموتِ، والعفوَ والتَّيسِيرَ عندَ الحِسَابِ، والفَوزَ بالثَّوابِ، والنَّجاةَ مِنَ العَذَابِ، يا كَريمُ يا وَهَّابُ.

 

اللَّهُمَّ إنا نَسْأَلُكَ عَيشَ السُّعداءِ، ومَوتَ الشُّهداءِ، ومُرافقةَ الأَنبياءِ، والنَّصرَ عَلَى الأعدَاءِ، يا حَيُّ يا قيُّومُ يا ذَا الجَلالِ والإكرامِ.

 

اللَّهُمَّ إنا نعوذُ بكَ مِن عُضالِ الدَّاءِ، ونعوذُ بكَ مِن جَهْدِ البَلاءِ، ونعوذُ بكَ مِن دَرَكِ الشَّقاءِ، ونعوذُ بِكَ مِن شماتةِ الأعْداءِ، ونعوذُ بكَ مِن غَلَبةِ الدَّينِ، ونعُوذُ بِكَ مِنْ قَهْرِ الرِّجَالِ، ونعوذُ بِكَ مِن سُوءِ الحَالِ، ونعُوذُ بكَ مِنْ شَرِّ المآلِ في الدُّنيَا والآخِرَةِ. 

 

اللَّهُمَّ إنا نعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّكِّ والشِّركِ، ومِنَ الشِّقَاقِ والنِّفَاقِ، وسُوءِ الأَخْلاقِ وسُوءِ المنقَلَبِ في المالِ والأَهْلِ والوَلَدِ.

 

اللَّهُمَّ إنا نعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ جَهنَّمَ، ونعُوذُ بكَ مِنْ عَذَابِ القَبرِ، ونعُوذُ بِكَ مِنْ فتنَةِ المسيْحِ الدَّجَّالِ، ونعوذُ بكَ مِن فتنةِ المحيَا والممَاتِ، ونعُوذُ بكَ مِنَ المأثمِ والمغْرَمِ، ونعُوذُ بكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِها. 

 

اللَّهُمَّ إنا نعُوذُ بكَ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا ومِنْ سَيِّئاتِ أعمَالِنا، اللَّهُمَّ إنَّا نعُوذُ بكَ مِن أنْ نُشرِكَ بكَ شيئًا نعلمُهُ ونستغفِرُكَ لما لا نعلمُهُ.

 

اللَّهُمَّ اغفرْ لنَا سيئاتِنا كلِّها، وتقبلْ منَّا حَسَنَاتِنَا، وارفعْ دَرَجَاتِنا، واجعلْنَا معَ الَّذِين أنعمتَ عليهِمْ مِنَ النَّبيينَ والصدِّيقينِ والشُّهداءِ والصَّالحينَ، وحَسُنَ أولئكَ رفيْقا، يا اللهُ يا ذَا الجَلالِ والإكرَامِ.

 

اللَّهُمَّ إنا نَسْأَلُكَ أنْ تهديَنا للهُدَى، وأنْ تُوفِّقَنا للتَّقْوى، وأَنْ تَأخذَ بأيدِينَا إِلى مَا تحبُّهُ وتَرضَاهُ، يا ذَا الجَلالِ والإكرَامِ. 

 

اللَّهُمَّ إنكَ عفوٌّ كَرِيمٌ تحبُّ العَفْوَ فاعْفُ عنَّا، اللَّهُمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمٌ تحِبُّ العفْوَ فاعْفُ عنَّا، اللَّهُمَّ إنَّكَ عفُوٌّ كَريمٌ تحِبُّ العَفْوَ فاعْفُ عنَّا، يا اللهُ يا ذَا الجَلالِ والإكرَامِ.

 

اللَّهُمَّ أعنَّا عَلَى ذكْرِكَ وشُكْرِكَ وحُسْنِ عبادتِكَ، اللَّهُمَّ أعنَّا عَلَى ذكرِكَ وشُكْركَ وحُسْنِ عبادتِكَ،

 

اللَّهُمَّ أعنَّا عَلَى ذكرِكَ وشُكْركَ وحُسْنِ عبادتِكَ.

 

اللَّهُمَّ رَبَّنَا انصُرْنا وانصرْ جميعَ المسْلمينَ عَلَى أعدَاءِ الدِّينِ، اللَّهُمَّ مزِّقْهمْ شرَّ مُمَزَّقٍ وشتِّتْهُم كلَّ مُشتَّتٍ، واجعَلِ الدَّائرَةَ علَيهِمْ، وانصُرْنا عَلَيهِم، وامْحُ آثَارَهُمْ، وأوْرِثْنا أرضَهُم وديَارَهُمْ، واردُدْ كيدَهُم في نحورِهِم، وأعِذْنا مِن شُرورِهِم، وافعلْ بهمْ كمَا فعلْتَ بثمُودَ وعَادٍ وفِرعَونَ ذِي الأَوتَادِ الَّذِينَ طغَوا في البِلادِ فَأكثَرُوا فيهَا الفَسَادَ، اللَّهُمَّ صُبَّ عليهِم سَوطَ عذَابٍ، وحُلْ بينَهُم وبينَ مَا يَشتهُونَ، وافعلْ بهمْ كمَا فعلْتَ بأشيَاعِهِمْ مِنْ قَبْل.   

 

اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْتخلِفْنا في أرضِكَ كمَا استخلَفْتَ مَن قبلَنا مِن عِبَادِكَ الصَّالحينَ، ومكِّنْ لنَا دِينَنَا الَّذِي ارتَضَيتَهُ لنَا، وأبدِلْنا بخَوفِنَا أمنًا، وبذُلِّنَا عِزًّا، وبتَفَرُّقِنا وحْدَةً، وبفَقْرِنا غِنى، واجمعْنَا عَلَى كَلِمَتِكَ وألِّفْ بَينَ قُلُوبِنَا بطَاعَتِكَ.

 

اللَّهُمَّ إنَّا ضُعَفَاءُ فقَوِّنا، وإنَّا أذِلاءُ فَأَعِزَّنا، وإنَّا فُقَرَاءُ فأغْنِنَا، اللَّهُمَّ اغْنِنَا بحلالِكَ عنِ الحَرامِ، وبطاعَتِكَ عَنِ الآثامِ، وبكَ عمَّنْ سِواكَ، سُبحانَكَ رَبَّنَا لا نحصِي ثناءً عليكَ، أنتَ كمَا أثنيتَ عَلَى نفسِكَ، نستغفِرُكَ ونتوبُ إليكَ، ونعوِّلُ في إجَابَةِ دعائِنا عليكَ يا أرحمَ الرَّاحمينَ.

 

اللَّهُمَّ رَبَّنَا تقبَّلْ منَّا صيَامَنَا وقيَامنَا وجميعَ أعمَالِنَا، وتجَاوَزْ عَنْ سيَّئاتِنَا، واجعَلْنَا مِن عُتقـَائِك مِنَ النارِ، رَبَّنَا أعتقْ رقابَنا ورقابَ آبائِنَا وأمَّهَاتِنَا وأزوَاجِنَا وذُرِّياتِنَا وجميعِ أحبَابِنَا مِنَ النَّارِ، وأدْخِلْنَا الجنَّةَ مَعَ الأَبرَارِ، واجعَلْنَا مَعَ الَّذينَ أنعمْتَ عليهِمْ مِنَ النَّبيينَ والصَّدِّيقينَ والشُّهَدَاءِ والصَّالحينَ وحَسُنَ أولئِكَ رَفِيقًا يا اللهُ يا ذَا الجَلالِ والإِكْرَامِ. 

 

اللَّهُمَّ اسْقِنَا الغَيثَ ولا تجعلْنا مِنَ القَانِطِينَ، اللَّهُمَّ اسقِنَا غيثًا مُغِيثًا، مَرِيئًا مَرِيعًا، طَبَقًا غَدَقًا، نافِعًا غَيرَ ضَارٍّ، رائِثًا غيرَ عاجلٍ، تُدِرُّ بهِ الضَّرعَ، وتُنبِتُ بهِ الزَّرعَ، وتحيِي بهِ الأرضَ بعدَ مَوتها. 

 

اللَّهُمَّ إنَّ بِالعبَادِ والبِلادِ والبَهَائِمِ مِنَ الَّلأْواءِ والأَذَى والشِّدَّةِ والجَهدِ والضَّنك مَا لا نَشكُوهُ إِلا إلَيكَ، فَأَدِرَّ لنَا الضَّرعَ، وأَنْبِتْ لنَا الزَّرعَ، واسْقِنَا مِنْ بَركَاتِ السَّماءِ، وأخرِجْ لنَا مِن بَرَكاتِ الأَرضِ يَا أرحمَ الرَّاحمينَ.

 

اللَّهُمَّ إنا نَستغفِرُكَ استغْفارًا فأَرسِلِ السَّماءَ عَلَينا مِدْرَارًا، اللَّهُمَّ إنَّا نَستغفِرُكَ استِغْفَارًا فأرْسِلِ السَّماءَ علَينا مِدْرَارًا، اللَّهُمَّ إنَّا نَستغفِرُكَ استِغْفَارًا فأرسِلِ السَّماءَ علَينا مِدْرَارًا، اللَّهُمَّ اجعَلْ لنَا سَحَابًا كثِيفًا قَصِيفًا ذَلُوقًا ضَحُوكًا تمطِرُنَا بِهِ رذَاذًا قَطْقَطًا[50] سَجْلاً يا ذَا الجَلالِ والإِكرَامِ.

 

اللَّهُمَّ أَغِثْ عبَادَكَ، واسْقِ بهائِمَكَ، وأحْيِ بلدَكَ الميتَ، يَا حيُّ يا قيُّومُ يَا ذَا الجَلالِ والإكرَامِ.

 

اللَّهُمَّ انْشُرْ فينَا رَحمتَكَ، وأدِمْ عَلَينا نِعمَتَكَ، ووفِّقْنا لشُكرِهَا ولا تجعلْنَا مِنَ الكَافِرينَ يَا اللهُ يا ذَا الجَلالِ والإكرَامِ. 

 

اللَّهُمَّ إنا نعوذُ بكَ مِن الرِّياءِ، ونعوذُ بكَ مِنَ العُجْبِ، ونعوذُ بكَ مِنَ الكِبْرِ، ونعوذُ بكَ مِنَ الحَسَدِ، ونعُوذُ بِكَ مِنَ الأَشَرِ، ونعُوذُ بكَ منَ البَطَرِ، ونعوذُ بِكَ مِنْ جميعِ الخطَايَا ظَاهِرِهَا وبَاطِنِهَا. 

 

اللَّهُمَّ بَاعِدْ بينَنَا وبَينَ خَطَايَانَا كمَا بَاعدْتَ بَينَ المشْرِقِ والمغْرِبِ ثلاث مرات.

 

اللَّهُمَّ اجعَلْ في قُلُوبِنَا نُورًا، وفي أبْصَارِنَا نُورًا، وفي أسماعِنَا نُورًا، ومِنْ فَوقِنَا نُورًا، ومِنْ تحتِنَا نُورًا، ومِنْ أمَامِنَا نُورًا، ومِنْ خَلفِنَا نُورًا، وعَنْ أَيمانِنَا نُورًا، وعَنْ شمائِلِنَا نُورًا، وأَعْظِمْ لنَا نُورًا، يَا ذَا الجَلالِ والإِكْرَامِ. 

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

 

رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا، رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا، رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. 

 

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ، رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ.

 

رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ، رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ. 

 

رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ. 

 

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.

 

رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً، إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً، رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً. 

 

رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ، رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ.   

 

اللَّهُمَّ هذَا الدُّعَاءُ ومِنْكَ الإِجَابَةُ وهَذَا الجَهْدُ وعَلَيْكَ التُّكْلانُ، سُبَحَانَكَ لا نحصِي ثنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كمَا أَثْنَيتَ عَلَى نَفْسِكَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إِلَيكَ، ونُعَوِّلُ في إِجَابَةِ دُعَائِنَا عَلَيْكَ، يَا ذَا الجَلالِ والإِكْرَامِ. 

 

ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إِلا بِكَ، وصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّكَ ورَسُولِكَ سَيِّدِنَا محمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجمعِينَ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. اهـ.

 

------------------------

 

[49] - السَّالميُّ، عبد الله بن حميد. مدارج الكمال ص167.

 

* الخَلِيْلِيُّ، أَحمَدُ بنُ حمَدٍ. دُعَاءُ الوِتْرِ في صَلاةِ التَّرَاوِيْحِ. إصدار: مكتبة الجيل الواعد.

 

[50] - القطْقِطُ: أصغرُ المطرِ، يقال: قَطْقَطَتِ السماء فهي مُقَطْقِطَةٌ، ثم الرذاذُ وهو فوق القِطْقِطِ. الصحاح مادة: قعد.