بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الإيمان بالله واليوم الآخر من كليات العقيدة الإسلامية الصحيحة

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، الذي جعلَ الإيمانَ أعظمَ قوةٍ للمؤمنين ، وخيرَ ثروةٍ لهم في الدنيا والدِّينِ ، وجعلَه تنويراً للبصائرِ، وتطهيراً للسرائرِ ، وتربيةً للضمائرِ، وتزكيةً للمشاعرِ ، أحمدُه سبحانه بما هو له أهلٌ من الحمدِ وأُثني عليه ، وأستغفرُه من جميعِ الذنوبِ وأتوبُ إليه ، وأؤمنُ به وأتوكّلُ عليه ، مَن يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضلِلْ فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له ، إيابُ كلِّ شيءٍ إليه ، وحسابُ كلِّ أحدٍ عليه ، وأشهدُ أنّ سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه ، أرسلَه اللهُ إلى خلقِه بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى اللهِ بإذنِه وسراجاً منيراً ، فبلًَّغَ الرسالةَ ، وأدّى الأمانةَ ، ونصحَ الأمةَ ، وكشفَ الغمةَ ، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ سيدِنا محمدٍ ، وعلى آلِه وصحبِه ، وعلى كلِّ من اهتدى بهديه ، واستنَّ بسنتِه ، وسارَ على نهجِه ، ودعا بدعوتِه إلى يومِ الدِّينِ ، أما بعْدُ :

   فيا عبادَ اللهِ :

    إنّ الإنسانَ الذي يعبرُ هذه الحياةَ الدنيا بين منعطفاتِ الهوى ومزالقِ الرغباتِ ؛ عليه أن يتزوَّدَ أمرين اثنين ينيرانِ له السبيلَ ، وينصِبانِ له الدليلَ ، هما الإيمانُ بالمبدأِ والمَعادِ ؛ لأنّ الإيمانَ بالمبدأِ يعني التعرّفَ على حقوقِ المُبدئِ سبحانه وتعالى الذي أسبغَ على العبدِ صنوفَ النِّعمِ ، وبوّأَه مُبوّأَ الخلافةِ في هذه الأرضِ ، وخلقَ له ما فيها ، وسخّرَ له ما في السماواتِ والأرضِ ، وأسبغَ عليه النِّعمَ الظاهرةَ والباطنةَ ، فإنّ ذلك يقتضي الوفاءَ بحقوقِ المُنعِمِ ، وأداءَ الواجباتِ تجاهه ، واستمدادَ ميزانِ الخيرِ والشرِّ مِن قِبَلِه تعالى ، ولكنّ الإنسانَ بجانبِ ذلك قد تطغى عليه موجاتٌ من غرائزِه ، وقد تتجاذبُه نوازع من رغباتِه ، وقد تدفعُه دوافع من عواطفِه إلى أمورٍ شتى تخالفُ أمرَ اللهِ سبحانه وتعالى ، ولذلك كانَ الإيمانُ بالمعادِ إيماناً ضروريّاً ، تتوقّفُ عليه سلامةُ الإنسانِ في الدنيا وسعادتُه في العُقبى ؛ لأنَّ الإيمانَ بالمَعادِ إيمانٌ بما يترقّبُ الإنسانَ يومئذٍ من جزاءٍ على الخيرِ أو على الشرِّ ، فيدفعُه ذلك إلى التزوّدِ لذلك اليومِ ، ويستعلي بذلك على رغباتِه ونوازعِه ، ويحكِّمُ عقلَه ، ويجعلُ هوى نفسِه خاضعاً لسلطانِ عقلِه الذي يعرِّفُه بحقوقِ المبدئِ سبحانه وتعالى ، وبمصلحتِه في يومِ المعادِ .

     ومن أجلِ ذلك كان الإيمانُ باللهِ واليومِ الآخرِ كُلِّيتينِ أساسيّتينِ من كُليّاتِ العقيدةِ الإسلاميةِ الصحيحةِ ، وكانا ركيزتينِ من ركائزِ بناءِ الحياةِ الفكريةِ والعمليةِ لهذا الإنسانِ ، ومن أجلِ ذلك نجدُ في كتابِ اللهِ سبحانه وتعالى ذكرَ الإيمانِ باللهِ واليومِ الآخرِ في معرض ِالثناءِ على المؤمنين ،كما نجدُ أيضاً ذكرَهما في معرضِ الحضِّ والتحذيرِ ، في معرضِ الأمرِ والنهي ، فكثيراً ما يرِدُ في كتابِ اللهِ وفي سنةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذكرُ الإيمانِ باللهِ واليومِ الآخرِ ؛كما نجِدُ في القرآنِ الكريمِ : ( لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ) ( الأحزاب/21) أو نحوَ هذا التعبيرِ ، وفي حديثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يتكرّرُ قولُ الرسولِ ـ عليه أفضلُ الصلاةِ والسلامِ ـ :  مَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلْيفعَلْ كذا ، أو مَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلا يفعلْ كذا ،كلُّ ذلك لأنّ الإيمانَ باللهِ واليومِ الآخرِ يبعثانِ في النفسَ الهمّةَ والنشاطَ ، ويُحيِيانِ في العقلِ البصيرةَ ؛ بحيثُ يُدرِكُ الإنسانُ ما يأتيه وما يذرُه ، واليومُ الآخرُ ليس بالأمرِ اليسيرِ ، فإنه يومٌ سمّاه اللهُ سبحانه وتعالى يومَ التغابُنِ ، وإنه لتغابنٌ ، وأيُّ تغابُنٍ ؟! فليس التغابُنُ بحسَبِ تفاوتِ الناسِ في متاعِ هذه الحياةِ الدنيا ، إنَّ التغابُنَ العظيمَ إنما هو بحسَبِ تفاوتِ الناسِ في مصيرِهم في اليومِ الآخرِ ، فإنّ الحياةَ الدنيا حياةٌ محدودةُ ، ومنافعَها محدودةٌ ، ومتاعبَها محدودةٌ ، ولكنِ الحياةُ الأخرى حياةٌ أبديّةٌ ، وجزاؤها أبديٌّ ، فالجزاءُ على الخيرِ أبديٌّ ، والجزاءُ على الشرطِ أبديٌّ .

     وقد أخبرَنا اللهُ سبحانه وتعالى عن مصائرِ الناسِ يومئذٍ فلم يتركْنا في ريبٍ من أمرِنا ، يقولُ اللهُ سبحانه وتعالى : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ) ( الغاشية/2 ـ 16) ، ويقولُ اللهُ سبحانه : ( إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ * وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ) ( الإنفطار/13 ـ 16) ، ولينظُرِ الإنسانُ كيف يكونُ حالُه يومئذٍ من الفرحةِ والبُشرى عندما تتلقّاه الملائكةُ مع زُمرةِ المؤمنين ( أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ) ( فصلت/30 ـ 32) ، ويُوجّهُ إلى الجنةِ مَقولاً له ولسائرِ المؤمنين ( ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ ) ( الحجر/46) ، وليقدِّرِ الإنسانُ كيف تكونُ دهشتُه ، ويكونُ اضطرابُه ، ويكونُ الهولُ الذي يفاجئُه عندما يُقالُ له ولمن معه من الفجّارِ والكفارِ ( ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) ( الزمر/72) ، ليقدِّرِ الإنسانُ الفارقَ الكبيرَ بين هاتينِ الحالتينِ ، ولا يدري الإنسانُ بمصيرِه ؛ لأنه لا يدري بالخاتمةِ التي يختِمُها اللهُ تعالى له ، فعلى العبدِ أن يتعرَّضَ لرضوانِ اللهِ سبحانه وتعالى بالتقرّبِ إلى اللهِ سبحانه بأداءِ أوامرِه وتركِ نواهيه ، وعلى العبدِ أن يكونَ دائماً وجِلاً خائفاً من اللهِ ، راجياً من فضلِه سبحانه وتعالى ، مُتوكِّلاً عليه ، مُنِيباً إليه ، لا يرجو غيرَ اللهِ ، ولا يخافُ غيرَ بأسِه الشديدِ .

     فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهِ ، وتزوّدُوا لذلك اليومِ العظيمِ ، يومَ لا يَجزي فيه والدٌ عن ولدِه ، ( وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) ( لقمان/33) ، وقد قالَ سبحانه وتعالى في وصفِ يومئذٍ : ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) ( عبس/34 ـ 37) .

    فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهِ ( وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) ( البقرة/281) . أقولُ قولي هذا ، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ، فاسْتغفِرُوا اللهَ يغفِرْ لكم ؛ إنه هو الغفورُ الرحيمُ ، وادعوه يستجِبْ لكم ؛ إنه هو البرُّ الكريمُ .

*         *        *

     الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، والعاقبةُ للمتقين ، ولا عُدوانَ إلا على الظالمين ، أحمدُه سبحانه بما هو له أهلٌ من الحمدِ وأشكرُه ، وأتوبُ إليه من جميعِ الذنوبِ وأستغفرُه ، وأؤمنُ به ولا أكفرُه ، وأعادي من يكفرُه ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له ، وأشهدُ أنّ سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه ، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ سيدِنا محمدٍ ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين ، وعلى أتباعِه وحزبِه إلى يومِ الدِّينِ ، أما بعْدُ : 

   فيا عبادَ اللهِ :

    إنّ الإنسانَ لا يمكنُ له أبداً أن يضبِطَ غرائزَه ونزواتِه وشهواتِه ورغباتِه وميولَه إلا بالإيمانِ باللهِ واليومِ الآخرِ ، فالحياةُ الدنيا حياةٌ وهميّةٌ ، حياةٌ محدودةُ الأجلِ ، إذْ ليس بينَ الحياةِ والموتِ إلا نفَسٌ واحدٌ ، لا يدري الإنسانُ هل يُنسَأُ له في عُمُرِه ، ويُنسَأُ له في أجلِه ، أم أنّ الأجلَ منه قريبٌ ، والموتُ منه بين عينيه ، ومهما طالتْ هذه الحياةُ فإن الأنفاسَ هي خطواتٌ إلى الدارِ الآخرةِ ، وإنّ اللحظاتِ التي تمرُّ بالإنسانِ هي على حسابِ عُمِرِه ، إذ لا يعودُ إليه نفَسٌ يتنفّسُه أبداً ، وإنْ خُيِّلَ للإنسانِ أنه سيعيشُ مُعمَّراً في هذه الحياةِ الدنيا فإنَّ عُمُرَه ـ وإن طالَ ـ قصيرٌ ؛ نظراً إلى سرعةِ تقضِّي الليالي والأيامِ ، ومُضِيِّ الشهورِ والأعوامِ .

     والإنسانُ إنْ لم يكنْ مؤمناً بمعادِه في ذلك اليومِ قد تدفعُه رغباتُه في هذه الحياةِ الدنيا إلى كثرةِ الجمعِ ، وإلى كثرةِ التهامِ الملذّاتِ ولو على حسابِ الآخرين : على حسابِ الأسرةِ ، وعلى حسابِ المجتمعِ ، وعلى حسابِ الفضيلةِ وحسابِ الأخلاقِ ، وقد يكونُ الإنسانُ أيضاً مٌتقاعِساً عن واجباتِه الاجتماعيةِ ؛ بسببِ عدمِ التيقّنِ من استيفاءِ أجرِه في هذه الحياةِ الدنيا إنْ لم يكنْ مؤمناً بمعادٍ يُجزى فيه على عملِه ، ويُجزى بما قدَّم خيراً كان أو شراً . أمّا إذا كانَ الإنسانُ مؤمناً حقَّ الإيمانِ باللهِ واليومِ الآخرِ ؛ فإنَّ إيمانَه بهما يدفعُه إلى العملِ الصالحِ ، ويُزحزِحُه عن العملِ السيئِ ، ويرجو جزاءَ عملِه بما يلقاه يومئذٍ بين يديه عندما تُعرَضُ أعمالُه على اللهِ سبحانه وتعالى الذي لا تخفى عليه خافيةٌ ، والإنسانُ في هذه الحياةِ الدنيا مُراقَبٌ في كلِّ ما يأتيه وفي كلِّ ما يذرُه ، فاللهُ سبحانه وتعالى يقولُ : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ * وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) ( ق/16 ـ 22) .

    فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهِ ، وتزوّدُوا فإنّ خيرَ الزادِ التقوى ، وحاسِبُوا أنفسَكم قبلَ أن تُحاسَبَ ، يومَ يأتي كلُّ أحدٍ بمفردِه ، لا يُغني عنه مالُه ، ولا تُغني عنه عشيرتُه ، ولا يُغني عنه سلطانُه ، ولا يُغني عنه أيُّ شيءٍ آُتِيَه في هذه الحياةِ الدنيا ( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ ) ( الأنعام/94) .

    فاتقوا اللهَ في سريرتِكم وعلانيتِكم ، وأخلِصُوا للهِ سبحانه وتعالى قولَكم وعملَكم .