بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

 

 (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ 1)؟ الخطاب للرسول، وهو وإن لم يشهد تلك الواقعة لكن شاهد آثارها، وسمع بالتواتر أخبارها، فكأنه رآها؛ وإنما قال: كيف، ولم يقل ما ، لأن المراد: تذكير ما فيها من وجوه الدلالة على كمال علم الله وقدرته.

 

(أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ 2) في تضييع وإبطال؛ وقيل؛ وقيل: في تضليل عن ما أرادوا.

 (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ 3) قيل: كـثيرا متفرقة يتبع بعـضها بعـضا، (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ 4 فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ 5) قيل: كورق الزرع،وقع فيه الأكال، وهو أن يأكله الدود؛ أو أكل حبه، فبقي صفرا ]منه[؛ أو كتبن أكلته الدواب وراثته؛ فصاروا أشباحا بلا أرواح، وهم في الحياة كذلك في الحقيقة.